الأسهم العالمية- تقلبات وارتفاعات مدعومة بالأرباح وتخفيف القيود المحتمل

في ختام تعاملات يوم أمس، ارتفعت الأسهم الأمريكية في سوق مضطربة، منهيةً بذلك سلسلة من الخسائر استمرت لأربع جلسات متتالية. وجاء هذا الارتفاع في ظل صراع المستثمرين بين تقرير الوظائف المتباين وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة المستقبلية. ووفقًا لـ"رويترز"، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة ملحوظة بلغت 1.38%، مُسجلًا 3771.11 نقطة، بينما تقدم مؤشر ناسداك المجمع بنسبة مماثلة قدرها 1.30% ليصل إلى 10476.90 نقطة. وبالإضافة إلى ذلك، حقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسبًا بنسبة 1.28%، مُغلقًا عند 32411.52 نقطة.
وفي سياق منفصل، أعلنت شركة باي بال، الرائدة في مجال الدفع عبر الإنترنت، عن تحقيق أرباح تجاوزت التوقعات في الربع الثالث، متجاوزةً بذلك أداء الفترة نفسها من العام الماضي. فقد بلغ إجمالي أرباح الشركة 1.33 مليار دولار، أي ما يعادل 1.15 دولار للسهم الواحد، مقارنةً بـ 1.09 مليار دولار، أو 0.92 دولار للسهم، في الربع الثالث من العام السابق. وبعد استبعاد البنود الاستثنائية، أعلنت باي بال عن أرباح معدلة قدرها 1.25 مليار دولار، أو 1.08 دولار للسهم الواحد، متجاوزةً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى تحقيق مكسب يبلغ 0.96 دولار لكل سهم. وشهدت إيرادات باي بال في الربع الثالث ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 10.8%، لتصل إلى 6.85 مليار دولار، مقارنةً بـ 6.18 مليار دولار في العام الماضي.
من جهة أخرى، كشفت سلسلة المقاهي العالمية ستاربكس عن انخفاض في أرباحها للربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، إلا أنها تمكنت من تجاوز تقديرات وول ستريت. فقد بلغ صافي أرباح الشركة 0.88 مليار دولار، أو ما يعادل 0.76 دولار للسهم، مقارنةً بـ 1.76 مليار دولار، أو 1.49 دولار للسهم في الربع الرابع من العام السابق. وبعد استبعاد البنود الاستثنائية، أعلنت ستاربكس عن أرباح معدلة قدرها 0.81 دولار للسهم الواحد، متجاوزةً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى تحقيق مكسب يبلغ 0.72 دولار لكل سهم. وشهدت إيرادات الشركة في الربع الرابع ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 3.2%، لتصل إلى 8.41 مليار دولار، مقارنةً بـ 8.15 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب "الألمانية".
وفي القارة الأوروبية، شهدت الأسهم الأوروبية صعودًا ملحوظًا يوم أمس، مدعومةً ببيانات التوظيف الأمريكية التي عززت التوقعات بتخفيف مجلس الاحتياطي الاتحادي لوتيرة رفع أسعار الفائدة في المستقبل. كما ساهمت الآمال المتزايدة في تخفيف قيود كوفيد-19 في الصين في تعزيز أسهم التعدين والسلع الفاخرة. وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع بنسبة 1.8%، بقيادة أسهم الموارد الأساسية والمنتجات الشخصية والمنزلية وشركات صناعة السيارات. وبفضل موسم أرباح أفضل من المتوقع والآمال في تباطؤ البنوك المركزية في تشديد السياسة النقدية، حقق المؤشر مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي بارتفاع 1.5%. ومن المتوقع أن تُجري الصين تغييرات جوهرية على سياسة "صفر كوفيد" في الأشهر المقبلة وأن تقلص أمد الحجر الصحي للوافدين إليها. وشهدت أسهم شركات السلع الفاخرة ذات الانكشاف الكبير على الصين، مثل إل.في.إم.إتش وكيرينج وبيرنو ريكار وهيرميس إنترناشونال، ارتفاعات ملحوظة تراوحت بين 3.7 و7.1%. وارتفع مؤشر قطاع التعدين بنسبة كبيرة بلغت 5.3%، مسجلًا أفضل أداء يومي له منذ أربعة أشهر تقريبًا، حيث قفزت أسعار المعادن وسط تكهنات بتخفيف الصين لقيودها المرتبطة بكوفيد-19. كما قفز سهم أديداس بنسبة هائلة بلغت 21.4%، ليتصدر الرابحين على مؤشر ستوكس 600، بعد أن ذكرت مجلة ماناجر ماجازين الألمانية أن الرئيس التنفيذي لشركة بوما بيورن جولدين يستعد لتولي منصب الرئيس الجديد لشركة أديداس المنافسة.
أما في قارة آسيا، فقد اختتم المؤشر نيكاي الياباني تعاملات يوم أمس في بورصة طوكيو على انخفاض، حيث دفعت سياسات التشديد النقدي لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي المستثمرين إلى عمليات بيع عند عودتهم من عطلة وطنية، على الرغم من أن المكاسب القوية في الأسهم الصينية حدت من الخسائر. ونزل مؤشر نيكاي القياسي بنسبة 1.68% إلى 27199.74 نقطة، في أسوأ أداء يومي له منذ 11 أكتوبر، بعد أن هوى في بداية الجلسة إلى 27032.02 نقطة قبل وقت قصير من فتح الأسواق الصينية. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.29% إلى 1915.40 نقطة. وعلى مدار الأسبوع، ارتفع نيكاي 0.35%، بينما زاد توبكس بنحو 0.9%. ومن بين 225 سهما مدرجا على مؤشر نيكاي، انخفض 182، وارتفع 39، واستقر أربعة دون تغيير. وانخفضت المؤشرات الفرعية جميعها، إذ قادت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة الخسائر منخفضة 2.23%. وكان أداء قطاع الطاقة هو الأفضل فنزل 0.34% مدعوما بارتفاع أسعار النفط. وفي باكستان، أغلق مؤشر بورصة كراتشي كبرى أسواق الأسهم الباكستانية أمس على تراجع بنسبة 0.56%، ما يعادل 234 نقطة، ليصل عند مستوى 41856 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 71112118 سهما، تمثل أسهم 362 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 119 شركة، فيما تراجعت قيمة أسهم 208 شركات، واستقرت قيمة أسهم 35 شركة.
وفي العالم العربي، اختتمت مؤشرات الأسهم في الإمارات تداولات يوم أمس على ارتفاع، مقتفية أثر أسعار النفط التي تسجل صعودا في ظل مخاوف الإمدادات التي يفاقهما الحظر الأوروبي المرتقب على النفط الروسي إلى جانب تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة. وفي أبوظبي، ارتفع المؤشر الرئيس 1.1%، مسجلا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 10455 نقطة. ويأتي صعود مؤشر أبوظبي بدعم من ارتفاع 0.8% في سهم الشركة العالمية القابضة، إلى جانب زيادة سهم شركة حديد الإمارات أركان المصنعة للصلب 5.5%. وبصعوده أمس، يكون سهم أركان قد أنهى الأسبوع على مكاسب تتجاوز 29%، بعدما أعلنت الشركة الثلاثاء أن صافي أرباحها للربع الثالث بلغ 103.3 مليون درهم (28.12 مليون دولار) مقابل خسائر بلغت 79 مليون درهم قبل عام. كما ارتفع سهم أبوظبي لبناء السفن 2.5% بعد توقيع مذكرة تفاهم مع شركة بي.تي بال إندونيسا لبناء مجموعة من الزوارق الاعتراضية وسفن الإنزال والقوارب القابلة للنفخ بهيكل صلب. وفي دبي، صعد المؤشر الرئيس 0.6% بدعم من مكاسب قطاعي البنوك والعقارات. وجاءت مكاسب دبي مدعومة بزيادة 1% في سهم بنك دبي الإسلامي و2.1% في سهم إعمار العقارية. كما زاد سهم الخليج للملاحة 2.9% بعد أن تحولت إلى الربحية بنتائج فصلية 4.2 مليون درهم مقابل خسائر 14.6 مليون درهم قبل عام. وفي الأردن، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية 2.31%، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 2421.8 نقطة. وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي نحو 6.9 مليون دينار أردني مقارنة بستة ملايين دينار أردني الأسبوع السابق، بنسبة ارتفاع 15.4%، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 34.4 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 29.8 مليون دينار للأسبوع السابق. أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي 24.9 مليون سهم، نفذت من خلال 11328 صفقة.